تأسست وزارة الخارجية بشكلها الحالي في عام 1970 عندما تولى المغفور له بإذن الله جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور- طيب الله ثراه- مقاليد الحكم في البلاد ونقل عمان إلى مسار جديد من التحديث والتقدم.
كانت سلطنة عُمان ولا تزال دولة منفتحة على العالم حيث تعود العلاقات السياسية والتبادلات التجارية والثقافية مع الدول الأخرى إلى آلاف السنين. وقد ازدهرت خطوط التجارة البحرية من عمان عبر المحيط الهندي منذ القرن السابع الميلادي، لتساعد في بناء العلاقات العمانية مع دول أخرى بعيدة مثل الصين.
وفي عام 1800، وقعت عُمان وبريطانيا معاهدة عبرا فيها عن الأمل في أن “تبقى الصداقة بين البلدين راسخة مدى الدهر وحتى تنهي الشمس والقمر مسيرة دورانهما.”
تتمتع سلطنة عمان بصداقة دائمة ودافئة مع المملكة المتحدة.
في عام 1833 وقع السلطان سعيد بن سلطان معاهدة صداقة وتجارة مع الممثل التجاري للولايات المتحدة. وفي عام 1840، توجه أحمد بن النعمان، مبعوث السلطان سعيد بن سلطان، إلى نيويورك على متن السفينة سلطانة لتفعيل العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة.
شرعت سلطنة عمان، تحت قيادة جلالة السلطان الراحل قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- وبدعم في الأيام الأولى من رئيس الوزراء السيد طارق بن تيمور آل سعيد، في جهد كبير لإعادة الاتصالات مع العالم الخارجي وإقامة علاقات دبلوماسية جديدة. كان الرعيل الأول من الدبلوماسيين العمانيين يعملون من مكتب صغير بالقرب من قصر العلم في مسقط، وسافر أبناء هذا الجيل من الدبلوماسيين إلى مختلف الدول لنيل الاعتراف بحكومة سلطنة عمان للانضمام إلى جامعة الدول العربية ثم الأمم المتحدة عام 1971.
وسرعان ما اخذت نتائج تلك الجهود شكلها الطبيعي بافتتاح العديد من السفارات في مسقط.
شهدت فترة أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات من القرن الماضي بزوغ نجم سلطنة عمان كطرف فاعل في دعم قضية السلام. وقد أبدى جلالة السلطان الراحل قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- شجاعة واقتدار وحكمة استثنائية في سعيه من أجل تحقيق هذا الهدف. وفي عام 1971، تم تعيين السيد فهد بن محمود آل سعيد وزير الدولة للشؤون الخارجية ثم تلاه قيس بن عبد المنعم الزواوي في عام 1973.
شهد عام 1971 رفع العلم العماني في الأمم المتحدة لأول مرة.
حيث كانت سلطنة عمان واحدة من ثلاث دول عربية فقط لم تقطع علاقاتها مع مصر عندما أبرم الرئيس المصري أنور السادات السلام مع إسرائيل بعد التوقيع على اتفاقيات كامب ديفيد. وكان هذا القرار بمثابة بداية دور السلطان قابوس ميسّراً ومحاوراً نزيهاً وداعما قويا لقضية الحوار والسلام.
وفي عام 1979، استهل حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم مسيرته في الخدمة لدى وزارة الخارجية، امتدت حوالي 23 عاما. تولى رئاسة الدائرة السياسية ثم الدائرة الأوروبية والأمريكيتين وتم تعيينه بعد ذلك وكيلا للوزارة للشؤون السياسية عام 1986 وعين في عام 1994 أمينا عاما للوزارة بدرجة وزير.
القمة الافتتاحية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عام 1981
وفي عام 1981، أصبحت سلطنة عمان، في ضوء التزامها بالسلام والتعاون الدولي، واحدة من الأعضاء المؤسسين لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وانتهجت السلطنة سياسة الحياد البناء تجاه الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت لثماني سنوات خلال الفترة من 1980 إلى 1988.
في عام 1982 تم تعيين يوسف بن علوي بن عبد الله وزيرا للدولة للشؤون الخارجية ثم الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية، وهو الدور الذي أداه بامتياز كبير حتى عام 2020، ليصبح واحدا من الوزراء المسؤولين عن السياسة الخارجية الأطول خدمة في العالم.
وانتقلت الوزارة إلى مقرها الحالي في شارع الخارجية بالقرب من الحي الدبلوماسي بمسقط في عام 1985.
لقد ظلت الدبلوماسية الدولية العمانية، طوال حقبة التسعينات من القرن الماضي، ملتزمة بالحوار والبحث عن السلام، وتمكنت من التوقيع على اتفاقيات حدودية مع دول الجوار المملكة العربية السعودية والجمهورية اليمنية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
واعتبارا من عام 1991، أصبحت سلطنة عمان، تحت قيادة جلالة السلطان الراحل قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- مشاركا فاعلا في عملية مدريد للسلام وأقامت حوارا دبلوماسيا مع إسرائيل عام 1993. وفي عام 1994 قام إسحاق رابين بزيارة إلى السلطنة لتصبح عمان أول دولة خليجية تستقبل رئيس وزراء إسرائيلي.
ومنذ عام 2000، أصبح الوضع السياسي والدبلوماسي في منطقة الخليج أكثر تعقيدا من أي وقت مضى وبلغ ذروته باندلاع الحرب في العراق. وواصلت وزارة الخارجية، تحت قيادة جلالة السلطان الراحل قابوس بن سعيد طيب الله ثراه – انتهاج سياسة تعزيز السلام والحوار. وفي عام 2013، لعبت السلطنة دورا بالغ الأهمية في تسهيل التوقيع على اتفاقية خطة العمل الشاملة المشتركة بين إيران ومجموعة 5+1 التي تقضي بالمحافظة على برنامج إيران النووي للأغراض السلمية فقط.
سلطنة عمان ساعدت في تأمين التوصل إلى اتفاق حول القدرات النووية الإيرانية
وفي عام 2015، عندما اندلعت الحرب في اليمن، عرضت وزارة الخارجية العمانية خدماتها كوسيط للبحث عن السلام.
وفي عام 2020، تم تعيين السيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي وزيراً للخارجية.
احتفلت سلطنة عمان في عام 2021 بمرور 50 عاما على انضمامها إلى الأمم المتحدة عام 1971.
أعرب كل من الرئيس الأمريكي جو بايدن وأمين عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عن امتنانهما لسلطنة عمان على دورها المحوري في تأمين الهدنة في اليمن في عام 2022.
وتواصل وزارة الخارجية اليوم رعاية العلاقات الدبلوماسية مع مختلف دول العالم، ومتابعة العلاقات بشكل مباشر عبر سفارات السلطنة وبعثاتها حول العالم.