حوار صحفي لمعالي السيد وزير الخارجية مع صحيفة عكاظ
أجرى معالي السيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي وزير الخارجية حواراً مع صحيفة عكاظ نشرته في عددها الصادر اليوم الأحد 18 يوليو 2021، فيما يلي نصه:
* كيف تصفون زيارة السلطان هيثم بن طارق إلى المملكة العربية السعودية؟
ج) الزيارة تاريخية وذات ثقل استراتيجي مهم على صعيد العلاقات الثنائية والاقليمية. وقد تأثرنا جميعا بحفاوة اللقاء وكرم الاستقبال والمودة الأخوية التلقائية التي لمسناها وهي بطبيعة الحال ليست بغريبة على القيادة السعودية وعلى الشعب السعودي الشقيق.
* وكيف ستعملون في الجانبين لإنجاح هذه الزيارة؟
ج) اعتقد أنه بالنسبة للمسؤولين في الجانبين العماني والسعودي علينا الآن أن نعمل ونترجم نتائج وأبعاد هذه الزيارة إلى واقع ملموس يرقى إلى طموحات قادتنا الخيرة ويوطد لحقبة جديدة من التعاون المثمر تعزز للمنطقة توازنها المعهود وتسهم لمزيد من التلاقي والاستقرار والنماء.
* إلى ماذا تطمحون في مجلس التنسيق السعودي – العُماني الذي تم الإعلان عنه خلال الزيارة ؟
ج) سيكون مجلس التنسيق السعودي العُماني بمثابة المظلة والمرجعية المركزية للتعاون بين حكومتي البلدين ومتابعة التوقيع على العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في المجالات الداعمة للمصالح المشتركة وبما يعزز في نفس الوقت ويقوي من اللبنة التي تجمع البلدين وتحرص عليها القيادتين في منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وبدوري فإنني أتطلع إلى مواصلة العمل الدؤوب مع زميلي الأخ العزيز الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي.
* ماذا هناك في الفترة المقبلة؟
ج) هناك الكثير الكثير من الجهد المطلوب لمتابعة تنفيذ قرارات وتوجيهات قيادتي البلدين حفظهما الله لخدمة الشعبين الشقيقين وبما يعزز من المصالح المشتركة لدول مجلس التعاون.
* كيف هي الأوضاع الراهنة في سلطنة عُمان؟
ج) ينبغي علينا أن نستعد لمرحلة ما بعد جائحة كورونا، وأمامنا تحد كبير جدا يتمثل في تحقيق رؤية عُمان 2040 واننا والحمد لله متفائلين بالمستقبل بفضل قيادتنا الحكيمة. نحن نعيش في عالم يتطور بوتيرة سريعة وعلينا مواكبة ذلك التطور وموائمته سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. وإذا كان لنا أن نحدد موضوعا واحدا في هذا الشأن فهو التأكيد على أهمية العدالة الاجتماعية وتعزيزها داخليا وخارجيا.
* ماذا عن وجهة النظر العُمانية حيال القضية الفلسطينية ؟
ج) لقد حُرم الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة لفترة طويلة جدا. لذلك، نحن ندعو باستمرار إلى تحقيق حل الدولتين على أساس قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي ومبادرة السلام العربية.
* وماذا عن المسألة اليمنية؟
ج) نشعر بقلق بالغ إزاء معاناة الشعب اليمني وندعم كافة الجهود والمساعي لإحلال السلام في هذا البلد المجاور لنا.
* هناك رؤية السعودية 2030، ورؤية عُمان 2040 .. كيف ستتكامل الرؤيتان؟
ج) يعد القطاع اللوجستي واحداً من أهم مجالات التعاون والشراكة بين البلدين، لاسيما مع الافتتاح التاريخي المرتقب لأول معبر حدودي بري مباشر بين سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية والمشروعات اللوجستية الواعدة والبنية الأساسية التكاملية التي ستتوالى تباعا بعون الله. وأتوقع أن تشهد الفترة القادمة تطورات مهمة على مسار تنفيذ رؤية المملكة 2030 ورؤية عُمان 2040 لتحقيق الأهداف المشتركة من التقارب والتكامل بينهما. كما أتصور أن تكون هناك فوائد إستراتيجية متبادلة ونابعة من الموقع الجغرافي للدولتين المتجاورتين، وأسواقهما المترابطة. نحن نتوجه إلى المستقبل بتفاؤل كبير وتفاعل أكبر لمصلحة الجميع.