خطاب بدر البوسعيدي بمناسبة يوم المرأة العمانية
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله
السلام عليكم ورحمة الله.. تحضرنا في الذاكرة كلمات خالدات قالها المغفور له بإذن الله جلالة السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه.. في وصفه لدور المرأة في التنمية، لا بد لي إلا أن أستهلَ بها هذه الكلمة الموجزة بمناسبة يوم المرأة العمانية:
“الوطن في مسيرته المباركة، يحتاج إلى كل من الرجل والمرأة فهو بلا ريب، كالطائر الذي يعتمد على جناحيه في التحليق إلى آفاق السماوات، فكيف تكون حاله إذا كان أحد هذين الجناحين مهيضا منكسرا؟ هل يقوى على هذا التحليق؟”
إن جلالة السلطان الراحل وضع المرأة في خط واحدٍ مع الرجل، لا يمكن أن نقلل من أهمية أحدهما عن الآخر. ولذا فإن هذا الفكر يُعدُّ امتدادا تاريخيا للمرأة، إذ لا يخفى عليكم أن المرأة العمانية منذ القدم كانت فقيهة وعالمة ودبلوماسية ومناضلة في كافة الميادين.
ونتذكر أنه عندما فُتحت المدارس تحت ظلال الأشجار، كانت للجميع دون استثناء، وكان حضور المرأة العمانية بارزًا منذ الوهلةَ الأولى للنهضة، فعلى عاتقها مسؤوليةٌ في تربية الأجيال بما تغرسه فيهم من قيم ومفاهيم مُستمَدة من طبيعة مجتمعِنا ومورثاته الثمينة.
لقد اكتسبت المرأة العمانية تلك المكانة وفق معطيات المجتمع، ووفق الفكر المتبصّر لجلالة السلطان الراحل، حيث قال: نود أن نوجّهَ كلمة إلى المرأة العمانية ندعوها من خلالها إلى الاستفادة من كافة الفرص التي مُنحت لها لإثبات جدارتها، وإظهار قدرتها في التغلب على ما يعترضُ طريقَها من عقبات، وفي ذلك تكريمٌ لها بل تكريمٌ للمجتمع كلِه، وتصحيحٌ لبعض المفاهيم غيرِ السوية التي تقلل من مكانة المرأة المكفولة بتشريع الدين الإسلامي الحنيف والنظام الأساسي للدولة.
وبذلك أصبحت المرأة ولله الحمد، حاضرةً في كل الميادين، تساهم في بناء المجتمع، وتستمدَ طاقتَها من إيمان القيادة الحكيمة للبلاد بأهمية دورها. ولا يخفى على أحد، تلك المنجزات الكبيرة الشاهدة للعيان، التي حققتها المرأة وتحققها يوما بعد يوم، سواء من هذا الصرح الدبلوماسي، أم من بقية مؤسسات الدولة، العامة منها والخاصة، وصولا إلى أدق التفاصيل في الحياة اليومية، فهي الوزيرة والوكيلة والسفيرة والأكاديمية والأديبة والضابطة والطبيبة وفي المجالس التمثيلية وفي التجارة وغير ذلك من الميادين، مما يعني أن ظهورها هذا دليل على أن النهضة العمانية الحديثة والمتجددة لا تفرق بين الرجل والمرأة في القيام بأدوار البناء والتعمير وفي الواجبات والحقوق
وها هو يوم السابع عشر من أكتوبر يوم المرأة العمانية يحل علينا حاملا البشريات؛ دافعًا لاستمرار العطاء والمنجزات، والتحليق في سماء التنمية، جناحا قويا متعاضدا مع الرجل.
لقد أكد مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله ورعاه -في خطابه السامي في الثالث والعشرين من فبراير- بأن “شراكة المواطنين في صناعة حاضر البلاد ومستقبلها دعامة أساسية من دعامات العمل الوطني، ونحرص على أن تتمتع فيه المرأة بحقوقها التي كفلها القانون وأن تعمل مع الرجل جنبا إلى جنب في مختلف المجالات خدمة لوطنها ومجتمعها، مؤكدين على رعايتنا الدائمة لهذه الثوابت الوطنية التي لا نحيد عنها ولا نتساهل بشأنها”.
وفي التفاتةٍ بهيةٍ في هذه اللحظات، يشرفني أن أرعى هذه المناسبة باسم وزارة الخارجية، احتفاءً وعرفانًا بالدور الرائد الذي تقوم به المرأةُ العمانية في مختلف الميادين عامة، وفي وزارة الخارجية خاصة، فالتحية والتقدير لها في يومها السنوي وفي ظل العهد الزاهر الميمون لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله ورعاه. وفقكم الله ووفقنا جميعا في خدمة عمان