Wadi

الدبلوماسية السياحية وتعزيز النمو الاقتصادي العُماني

Published On: 7 مايو 2024

غالباً ما تروج عُمان لنفسها كوجهة سياحية بشعار “للجمال عنوان”، وتشير التطورات الأخيرة إلى أن هذا العنوان بدأ بالفعل في وضع بصمته على الخريطة العالمية.

ولطالما لعبت السياحة دوراً مهماً في التنمية الاقتصادية في عُمان منذ فترة طويلة، ولكن من المتوقع أن يصل القطاع الآن إلى آفاق جديدة، و توقّعت شركة أبحاث السوق الدولية (BMI Research) أن يصل أكثر من خمسة ملايين زائر قبل نهاية العام الجاري يجذبهم المناخ والمناظر الطبيعية والعدد المتزايد من مناطق الجذب السياحي وكرم الضيافة للشعب العماني.

ويجري دعم هذه النقلة النوعية من خلال الجهود العالمية التي تبذلها وزارة الخارجية لتعزيز مكانة السلطنة كوجهة سياحية فريدة من نوعها.

وخلال زيارته للجناح العماني الكبير في معرض برلين الدولي للسياحة في مارس الماضي، قال وزير الخارجية السيد بدر البوسعيدي إن السياحة هي إحدى ركائز خطة التنمية الاقتصادية المستدامة في السلطنة.

وأضاف أن عُمان تقدم تجربة سياحية فريدة وجاذبة تجمع بين الحداثة والتراث الثقافي العريق والمناظر الطبيعية الخلابة والضيافة العمانية الكريمة.

Foreign Minister visits Oman stand at Berlin Tourism Expo

وأضاف وزير التراث والسياحة، سالم بن محمد المحروقي، في كلمة ألقاها في نفس الحدث، أن هناك استثمارات كبيرة يتم ضخها في قطاع السياحة في عُمان، وقال إن هناك وجهات جديدة نابضة بالحياة قيد التطوير لتُضاف إلى الوجهات القائمة بالفعل في جميع أنحاء السلطنة.

وأضاف: “يدعم ذلك مجموعة من التشريعات الداعمة للسياحة بما في ذلك تسهيل متطلبات الحصول على تأشيرة الدخول، ومنظومة من المبادرات التي يقودها المستثمرون، وتمكين المجتمعات المحلية، واستراتيجية تسويق مدروسة، ومكونات تراثية وثقافية ذات أصالة لا تقبل المساومة”.

Oman’s pavilion at ITB Berlin Opened

كما يعمل الدبلوماسيون العُمانيون حول العالم على المساعدة في تحقيق هدف تعزيز السياحة العُمانية لخلق فرص العمل وتوليد الدخل.

وفي الصيف الماضي، عيّن صاحب الجلالة – حفظه الله ورعاه – سفير سلطنة عمان لدى إسبانيا، عمر الكثيري، مندوباً دائماً للسلطنة لدى منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة.تعمل منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة على تعزيز السياحة كمحرك للنمو الاقتصادي والتنمية الشاملة والاستدامة البيئية، وتقدم القيادة والدعم في النهوض بالمعرفة والسياسات السياحية في جميع أنحاء العالم.

في مارس الماضي، أعلنت وزارة الخارجية العمانية عن تفاصيل النسخة الثانية من كأس عمان للجولف 2024؛ الذي يأتي بعد النجاح الذي حققته النسخة الأولى من كأس عُمان للجولف، وهي مبادرة دبلوماسية أطلقت بالشراكة مع القطاعين العام والخاص في إيطاليا وسلطنة عمان.

ومن المتوقع أن تستقطب البطولة القادمة مزيجاً متنوعاً من عشاق الجولف المحليين والدوليين، مما يعزز مكانة عُمان كوجهة سياحية رياضية رائدة.

Oman Golf Trophy 2024 Begins in Berlin

وفي أبريل الماضي، وقعت سلطنة عُمان اتفاقية سياحية مع سريلانكا تهدف إلى تعزيز التبادل السياحي وزيادة المشاركة في الأنشطة السياحية وتنسيق الجهود بين السلطات في كلا البلدين لتسهيل إجراءات السفر، كما عقد سفيرا سلطنة عمان لدى إندونيسيا والبرازيل مؤخراً اجتماعات تعاون مع وزراء السياحة في البلدين.

وتضع هذه الجهود الدبلوماسية والمجموعة المتزايدة من عوامل الجذب السياحي في عُمان سلطنة عمان على الطريق الصحيح لتحقيق الهدف طويل الأجل المتمثل في جذب 11 مليون سائح سنوياً بحلول عام 2040، وهو هدف رئيسي لاستراتيجية رؤية عُمان 2040.وتركز الاستراتيجية على مناطق الجذب السياحي في السلطنة بالإضافة إلى موروثها الثقافي والتراثي لتقديم عُمان كوجهة سياحية لا بد من زيارتها للعالم.

ومن الأولويات الرئيسية لرؤية عمان 2040 الاستثمار المستدام في التراث والثقافة والفنون للمساهمة في التنمية الاقتصادية الوطنية.

Nakhal_Fort

زوار سلطنة عُمان في تزايد مستمر من مختلف دول العالم. و تشير أحدث البيانات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات على ارتفاع أعداد الزوار من الهند وأوروبا.

ففي فبراير 2024، زار عُمان 227,000 زائر من مواطني دول مجلس التعاون الخليجي، بزيادة قدرها الثلث تقريباً عن العام الماضي، وفي نفس الشهر، استقبلت عُمان أكثر من 95,000 سائح من آسيا، حيث شكّل المواطنون الهنود الغالبية بواقع 89,000 سائح.

وارتفع عدد الزوار الأوروبيين بنسبة 33.5 في المائة حيث بلغ عددهم أكثر من 130,000 زائر. وجاءت ألمانيا في الصدارة ب 40,000 زائر تليها إيطاليا ب 29,000 زائر.

وحقق إجمالي 434,000 زائر إيرادات بلغت 52 مليون ريال عماني للفنادق من فئة 3 و4 و5 نجوم التي أقاموا فيها.

Khor Al Batah Bridge

وقال تقرير نشرته شركة “بي أم أم آي” في مارس الماضي؛ وهي شركة أبحاث متخصصة في تحليل سوق الاقتصاد الكلي، إن عُمان في طريقها لتحقيق أهدافها السياحية مع توقع نمو قوي على المدى المتوسط.

وتوقع التقرير أن يبلغ متوسط النمو السنوي أكثر من 20% بين عامي 2024 و2028 ليصل إلى 10.8 مليون زائر بحلول عام 2028. وقالت إن هذه الزيادة ستكون مدفوعة بالأسواق الرئيسية في دول مجلس التعاون الخليجي وآسيا والمحيط الهادئ وأوروبا.

وتستمر المبادرات الحكومية في سلطنة عمان لجعل هذا النمو قابلاً للتحقيق، حيث يُعفى مواطنو 103 دولة بالفعل من تأشيرات الدخول للإقامة لمدة تصل إلى عشرة أيام تماشياً مع الجهود الوطنية لتعزيز الخدمات السياحية وتخفيف القيود المفروضة على الدخول.

وقال تقرير مؤشر سوق السفر العالمي: “إن الحواجز المنخفضة أمام الدخول، إلى جانب ارتفاع دخل الأسر المعيشية المتاح في المنطقة، ستدفع الطلب على المنتجات والخدمات التجريبية”.

4WD-trek

ومن بين أحدث المعالم السياحية الجديدة في عُمان “عالم السفاري”، وهي أكبر حديقة حيوان في البلاد، حيث تمتد على مساحة تزيد عن 280,000 متر مربع وتضم أكثر من 2,200 حيوان من 400 نوع مختلف، وهو أحدث إضافة إلى قائمة المعالم السياحية الرئيسية المتنامية في سلطنة عُمان.

وقد رسّخت دار الأوبرا السلطانية مسقط، التي افتتحت في عام 2011، مكانتها كمركز دولي متميز للموسيقى الكلاسيكية والأوبرا، وهي تشكل قطعة وسط روائع العاصمة المعمارية بما في ذلك جامع السلطان قابوس الأكبر والمتحف الوطني ومبنى المجلس.

وسينضم إلى قائمة هذه المعالم قريباً المجمع الثقافي العماني، وهو مشروع تطويري في مسقط بتكلفة 148 مليون ريال عماني (380 مليون دولار أمريكي) يهدف إلى الاحتفاء بالتقاليد العمانية في سياق ثقافتها المعاصرة.

ويُعد جمال المناظر الطبيعية في عُمان سبباً آخر يدفع الزوار إلى اختيار السلطنة كوجهة سياحية أساسية.

ومن أهم الجزر بسلطنة عمان جزيرة مصيرة في الشرقية، التي تعد أكبر جزيرة في السلطنة وهي وجهة مثالية لمشاهدة الطيور واكتشاف الأنواع البحرية النادرة كما أنها واحدة من أفضل الوجهات لركوب الأمواج والتزلج على الماء والغوص، وتحظى مسابقات التزلج الشراعي على الأمواج بشعبية متزايدة في الجزيرة.

الجمال في عُمان ليس له عنوان واحد فقط بل العديد والعديد من العناوين.