جلالة السُّلطان المعظم يشمل برعايته السامية الكريمة الافتتاح الرسمي لمتحف عُمان عبر الزمان
تفضّل حضرةُ صاحبِ الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – فشمل برعايته السامية الكريمة الافتتاح الرسمي لمتحف عُمان عبر الزمان بولاية منح بمحافظة الداخلية.
فلدى وصول جلالته – أيده الله – إلى متحف عُمان عبر الزمان تشرّف باستقباله كل من معالي نصر بن حمود الكندي أمين عام شؤون البلاط السلطاني رئيس مجلس أمناء المتحف رئيس اللجنة الرئيسية لمشروع المتحف، وأعضاء اللجنة الرئيسية، ومدير عام المتحف.
عقب ذلك، توجه جلالة السُّلطان المعظّم /أبقاه الله / إلى اللوحة التذكارية للمتحف، حيث تفضّل بإضاءة اللوحة إيذانًا بالافتتاح الرسمي للمتحف، ثم اطلع جلالته على معرض حجر أساس متحف عُمان عبر الزمان مرورًا بالسيارة التي استخدمها المغفور له بإذن الله السلطان قابوس بن سعيد /طيب الله ثراه/ أثناء وضع حجر الأساس للمتحف.
يقع “متحف عمان عبر العصور” في ولاية منح في قلب محافظة الداخلية وعلى بعد حوالي ساعة وأربعين دقيقة بالسيارة من مسقط (لمزيد من المعلومات يرجى النقر هنا)
بعد ذلك تفضّل – أعزّه الله – بزيارة قسم الاستقبال، حيث أُصدِرت أول تذكرة دخول للمتحف باسم جلالته، وتفضّل جلالته بإهدائها للمتحف لتكون من ضمن المقتنيات المتحفية.
عقب ذلك، توجّه جلالة السُّلطان المعظم / حفظه الله ورعاه / عبر ممر الفنون إلى شاشة العيد الوطني والتي تحمل أبعادها رمزية العيد الوطني المجيد بعرض 18 مترًا وطول 11 مترًا، حيث استمع جلالته إلى كلمة متحف عُمان عبر الزمان ألقاها نيابةً عن اللجنة الرئيسية لمشروع المتحف المهندس اليقظان بن عبد الله الحارثي مدير عام المتحف، أكد فيها على مراعاة المتحف استخدامَ أحدثِ التقنياتِ في العرض المتحفي، وعلى انتقاء مجموعة من المقتنيات القيّمة التي تدل على عمق وأصالة التاريخ العُماني، كما أشار في كلمته إلى أن تصميم مبنى المتحف استُلهِم من شموخ جبال الحجر وروعي في تشييده ارتباطه بالبيئة العُمانية من خلال المواد المستخدمة في بنائه.
مُعربًا عن شكر اللجنة للمقام السامي -أيّده الله- على دعمه المتواصل لإنجاز هذا المتحف، ثم تابع جلالته/أبقاه الله/ فيلمًا تعريفيًّا عن متحف عُمان عبر الزمان استعرض الجوانب المعمارية للمتحف وتوظيفه للتقنيات التفاعلية الحديثة، واختزاله للحضارات القديمة بتسلسل زمني يتضمن عرض المقتنيات من كل حقبة، إضافة إلى استعراض المرافق المتنوعة التي يتضمنها المتحف.
بعدها، تجوّل جلالة السُّلطان المعظّم – حفظه الله ورعاه – في أروقة المتحف مستمعًا إلى موجز لأبرز الأجنحة التي يتضمنها المتحف في قاعة التاريخ وقاعة عصر النهضة المباركة، إضافةً إلى قاعة المستقبل والتي ضمّت المشاريع الثلاثة الفائزة في الدورة الثانية من جائزة بلعرب بن هيثم للتصميم المعماري.
كما اطلع جلالته / أعزه الله / على قاعة المحاضرات ومعملي الأفكار والابتكار بمركز المعرفة، واستمع جلالته إلى شرح عددٍ من الابتكارات والمشاريع الطلابية المشاركة من مدارس محافظة الداخلية.
وفي ختام حفل الافتتاح تفضّل جلالة السُّلطان المعظم فتقبّل هدية تذكارية من متحف عُمان عبر الزمان تشرّف بتقديمها لجلالته معالي نصر بن حمود الكندي أمين عام شؤون البلاط السلطاني رئيس مجلس أمناء المتحف وهي عبارة عن مجسم لمتحف عُمان عبر الزمان، كما تفضل جلالته / أبقاه الله / بإهداء المتحف عصاه الشخصية لتكون من ضمن مقتنيات المتحف.
وقبل مغادرته مبنى المتحف اطلع جلالته على الصخرة التاريخية من النوع الجيري تعود لوادي لحجيج في محافظة ظفار، وبها مجموعة من الرسومات البدائية.
حضر حفل الافتتاح الرسمي بمعية جلالته عدد من أصحاب السمو ورئيسا مجلسي الدولة والشورى وأصحاب المعالي الوزراء وعدد من قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية، وعدد من أصحاب السعادة.
ويأتي متحف عُمان عبر الزمان تنفيذًا للأوامر السامية للمغفور له – بإذن الله- السلطان قابوس بن سعيد – طيّب الله ثراه -، حيث وضع حجر الأساس للمشروع بتاريخ 14 من يوليو 2015م، ونظرًا لأهمية المشروع لدى المغفور له بإذن الله فقد تم تحديد موقع المتحف بالقرب من حصن الشموخ العامر، إضافةً إلى ما تتمتع به ولاية منح من موقع استراتيجي في قلب محافظة الداخلية، وقرب المتحف من العديد من المعالم السياحية التي توجد بولاية منح ومحافظة الداخلية، كما يعد المشروع نواة لمشاريع أخرى سياحية وثقافية واقتصادية بالمحافظة.
ورُسِمت رؤية متحف عُمان عبر الزمان ليكون وجهةً عالمية المستوى، من شأنها أن تسهم في نشر الوعي، وتوطّد علاقة الشباب العُماني بالإرث الثقافي الغنيّ لبلدهم، وتحثهم على التفاعل معه بشكل يلهمهم للإسهام بفاعلية في بناء وطنهم، ورسم معالمه.
كما يسعى المتحف إلى تسليط الضوء على الطابع الفريد لسلطنة عُمان، والتعريف بمميزاتها وتاريخها العريق، ونهضتها التي ما زالت تدفع بها للمُضي قدمًا على المستويين المحلي والدولي.
واستنبطت فكرة تصميم المتحف من شكل الجبال العُمانية وسلسلة الحجر، ويبدأ التصميم من الأرض ممتدًّا إلى الأعلى في تصميم فريد من نوعه يعكس البيئة العُمانية، كما روعي في المشروع ارتباطه بالبيئة العُمانية من خلال الأحجار المستخدمة في بنائه، والأشجار.
وتنقل قاعات المتحف الزائر في رحلةٍ سرديةٍ عبر الزمن تبدأ من أواخر عصور ما قبل التاريخ وحتى يومنا الحاضر، وتنقسم قاعات العرض الدائمة إلى قاعتين هما: قاعة التاريخ وقاعة عصر النهضة.
حيث تتناول قاعة التاريخ عدة عصور وحقب تاريخية وهي: التكون الجيولوجي لأرض عُمان، والعصر الحجري المتمثل في جناح المستوطنين الأوائل، والعصر البرونزي المتمثل في جناح حضارة مجان، والعصر الحديدي المتمثل في جناح مملكة عُمان، بالإضافة إلى أجنحة اعتناق الإسلام، ودولة اليعاربة ودولة البوسعيديين.
وترتكز وسائل العرض المتحفي في هذه القاعة على الوسائط الرقمية لخلق بيئات افتراضية متعددة الأبعاد لتمكن الزائر من معايشة الواقع الافتراضي لكل عصر، إضافة إلى مجموعة منتقاة من الشواهد المادية والخرائط لإضفاء حالة من الواقعية، فتحتوي أجنحة العصور على عدد من المقتنيات والمواد المرئية التي تتحدث عن عدد من الموضوعات والمواقع الأثرية، مثل مستوطنات رأس الحمراء ورأس الجنز ومظاهر الحياة اليومية آنذاك، وما يتصل بالهجرات الموسمية، والتواصل البحري، وتجارة النحاس، وبناء منظومة الأفلاج.
كما تحتوي على بيئة افتراضية فائقة الدقة تتحدث عن إسهام أهل عُمان في الإسلام، ومناحي الحياة الفكرية، والسياسية، والاجتماعية، والاقتصادية المرتبطة بذلك، والإسهام العلمي للعلماء العُمانيين.
في حين تم تصميم قاعة عصر النهضة على شكل فضاء مفتوح، تتوسطه مجموعة من الأعمدة المهيبة التي تشكل فضاءً تفاعليًّا لمنظومة العرض الصوتي والمرئي فائقة الدقة تتناول الأعوام الخمسة الأولى من عمر النهضة المباركة، لتتيح مشهدًا بانوراميًّا للقاعة، وتمثل القاعة المباركة ذروة تجربة الزائر للمتحف ومحوره الأساسي، وتستعرض جوانب التطور، والازدهار، والنماء في سلطنة عُمان، وما شهدته من تحول اجتماعي واقتصادي وصناعي وسياسي ملحوظ، جنبًا إلى جنب مع المحافظة على مكنونات هويتها الأصيلة وتقاليدها الثقافية العريقة.
وتحتوي القاعة على وسائل متحفية رقمية تفاعلية تستعرض الخطابات السامية لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم / حفظه الله ورعاه / والخطابات السامية للمغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد ــــ طيّب الله ثراه ـــــ، إضافة إلى مرتكزات النهضة المباركة كالتعليم، والرعاية الصحية، والبنية الأساسية، والعلاقات الخارجية، والسياحة، والاقتصاد، وغيرها من الموضوعات.
وينقسم مركز المعرفة إلى ثلاثة طوابق تستهدف جميع فئات المجتمع بمساحة إجمالية قدرها ستة آلاف متر، حيث يضم الطابق الأرضي معملين وقاعة كبيرة للمحاضرات، وزود أحد الفصول بالأدوات والكتب المناسبة ليكون مُخصصًا للأطفال، إضافةً لمعمل الابتكار ومعمل الأفكار المخصصين للأطفال من (3 سنوات إلى 14 سنة).
في حين يضم الطابقان الأول والثاني مكتبة حصن الشموخ التي تم نقلها من حصن الشموخ العامر إلى متحف عُمان عبر الزمان، وتحتوي المكتبة على أكثر من 46 ألف عنوان في شتى بحور العلم والمعرفة، وهي مزودة بأجهزة تتيح للباحثين الوصول إلى مبتغاهم من العناوين والمراجع سواء الورقية منها أو الإلكترونية.
كما يحتوي المتحف على الكثير من المرافق التي تخدم الزائر وتوفر له سبل الراحة، حيث يوفر المتحف غرف الأمانات كخدمة مجانية مُخصصة للزوار تتيح لهم ترك حقائبهم وأغراضهم فيها قبل بدء جولتهم، وتتوفر الخدمة خلال ساعات العمل بالمتحف من التاسعة صباحًا وحتى التاسعة مساءً.
ويضم المتحف قاعة محاضرات تتسع لـ 319 شخصًا مُطلة على الحديقة الخارجية المحيطة بمبنى المتحف، ومزودة بكافة التجهيزات الضوئية والصوتية وشبكة المعلومات، بالإضافة إلى أماكن مُخصصة للترجمة.
ويتضمن المتحف معمل الابتكار المُخصص للبرامج التعليمية، سواء تلك التي ينفذها متحف عُمان عبر الزمان بشكل خاص، أو البرامج الخاصة بالمؤسسات المجتمعية التي تشترك في تحقيق المنفعة التعليمية لمختلف شرائح المجتمع، ويقع المعمل في الطابق الأرضي، حيث تبلغ مساحته 149 مترًا مربعًا، ويتسع لحوالي 62 شخصًا.
وسعى المتحف إلى أن تكون ضمن مرافقه أماكن مُخصصة للأطفال، حيث تتضمن معمل الأفكار المُخصص لفئة الأطفال من 3 سنوات إلى 14 سنة، وهو مجهز بكامل الملحقات التعليمية الحديثة والمتطورة لعقد الورش والبرامج التعليمية المخصصة للأطفال من مختلف الأعمار، ويقع المعمل في الطابق الأرضي، وتبلغ مساحته 143 مترًا مربعًا، طاقته ويتسع لقرابة 56 شخصًا.
كما يشتمل المتحف على قاعة متعددة الأغراض مجهّزة بأحدث المعدّات التكنولوجية وتُستخدم لأغراض مختلفة، كاستضافة المحاضرات أو المؤتمرات أو حلقات التدريب المختلفة، حيث تبلغ مساحتها الإجمالية 1200 متر مربع، وتتسع لحوالي 600 شخص.
ويسعى متحف عُمان عبر الزمان ليكون مكانًا مناسبًا ومرحّبًا بجميع فئات المجتمع، حيث عمل على توفير جميع التسهيلات لزواره من الأشخاص من ذوي الإعاقة لجعل زيارتهم للمتحف مميزة، وذلك من خلال توفير اللوحات والنصوص المكتوبة بلغة برايل، والمجسمات الملموسة المشابهة لمقتنيات المتحف الأصلية، وأجهزة الصوت الإلكترونية، بالإضافة إلى الكراسي المتحركة وسيارات الجولف للتنقل.
في حين يقدّم متجر المتحف، عددًا من المنتجات الخاصة بالمتحف كهدايا للزوار، كما تتوفر به المنتجات الحرفية العُمانية كالفخاريات والسعفيات، وتم التعاقد مع إحدى المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لتوفير هذه المنتجات من مختلف محافظات سلطنة عُمان.
فيما يقدم مركز الإسعافات الأولية الخدمات الطبية اللازمة في حالة تعرض أي زائر لأي إصابة أو أي ظرف طارئ، وقد تم تجهيز المركز بكافة الأدوات والمعدات الطبية اللازمة، كما تتوفر بالمركز سيارة إسعاف وكادر طبي مؤهل يقدم الرعاية الطبية الأولية.
ويوجد بالمتحف مقهى رئيسي يوفر للزائر أشهى المأكولات والمشروبات التقليدية والعالمية، ويقع بعد مكتب الاستعلامات بالقرب من القاعة متعددة الأغراض، وتبلغ مساحته 305 أمتار مربعة. بالإضافة إلى مقهى السبلة الذي يطل على بركة الانعكاس، ويوفر مشروبات القهوة والحلويات والمأكولات الخفيفة، وتبلغ مساحته 144 مترًا مربعًا، كما تتوفر بمركز المعرفة أجهزة الخدمة الذاتية لبعض المشروبات والمأكولات الخفيفة.
ويضم المتحف حديقة يمكن للزائر الاستمتاع بوقته فيها، وتقع في الجانب الخلفي من المتحف، وجاء تصميمها من الطبيعة العُمانية وعلى شكل مدرجات، وتوجد بها مقاعد للجلوس وممشى طويل، وتحوي أشجارًا تتناسب مع البيئة العُمانية وذلك بالاستفادة من المختصين في حديقة النباتات العُمانية، ومن أهم الأشجار الموجودة بها شجرة اللبان وأشجار النخيل، كما تتضمن الحديقة فلجًا يمتد لمسافة كيلو متر، ويمتاز بنظام «غرّاق فلاح» المستخدم في الأفلاج العُمانية.
وتحتوي الحديقة على صخرة من النوع الجيري تعود لوادي لحجيج في محافظة ظفار، ويبلغ وزنها 75 طنًّا، وبها مجموعة من الرسومات التي نُقِشت باستخدام الطَرْق على سطح الصخرة، كرسومات للإنسان وبعض الحيوانات مثل الوعل وأشكال أقدام الإبل، كما تضم بعض الحروف الأبجدية وأشكالًا وخطوطًا دائرية وأشكالًا للأجرام السماوية إضافة لرسم شكل الشمس.
وسعى متحف عُمان عبر الزمان لإيصال فكرة كل جناح للزائر بأفضل الوسائل الحديثة، من خلال استخدام عدة تقنيات، منها Projection بتقنية إسقاط الخرائط Projection Mapping، وشاشات LCD، وشاشات LED – بمساحة ما يقارب 800 متر مربع.
ويتيح المتحف للزوار الاستمتاع بما يقارب 310 مواد فيلمية ضخمة جدًا، بدءًا بتقنيات الألعاب التفاعلية المُخصصة للأطفال، إلى الأفلام الوثائقية، ومرورًا بالرسوم التقنية ثنائية وثلاثية الأبعاد، وصولًا إلى اللقطات والمشاهد المذهلة؛ من خلال توفير أكثر من 1200 جهاز لتشغيل مختلف طرق العرض لإيصال القصة بأكمل وجه للزائر، بالإضافة إلى استخدام تقنية الشاشة المنحنية بزاوية 360 درجة، والتي يمكن للزائر أن يستدير حول نفسه أمامها لمشاهدة فيلم عن عصر اليعاربة.
كما تم استخدام تقنية الواقع الافتراضي المكونة من شاشات متعددة تحتوي على كاميرات معلقة، ففي “جناح المستوطنون الأوائل” ضمن قاعة التاريخ يقوم الزائر بتحريك الشاشة فوق أجزاء من المتحف لرؤية المستوطنين الأوائل في رأس الحمراء، بما في ذلك نمط حياتهم.
يذكر أن المرسوم السلطاني رقم 15 / 2023م قضى بإنشاء متحف عُمان عبر الزمان تحت الرعاية الفخرية لجلالة السُّلطان المعظّم – حفظه الله ورعاه -، ونصّ المرسوم على أن يتمتع المتحف بالشخصية الاعتبارية والاستقلال الإداري والمالي، ويكون للمتحف مجلس أمناء برئاسة أمين عام شؤون البلاط السلطاني، يصدر بتعيين أعضائه وتحديد مدة عضويتهم أمر سامٍ. وسيفتتح المتحف أبوابه للزوار ابتداءً من يوم السبت المُقبل.
يقع “متحف عمان عبر العصور” في ولاية منح في قلب محافظة الداخلية وعلى بعد حوالي ساعة وأربعين دقيقة بالسيارة من مسقط (لمزيد من المعلومات يرجى النقر هنا)