InterviewAsharqAl-Awsatnewspaperjuly1521

حوار صحفي لمعالي السيد وزير الخارجية مع صحيفة الشرق الأوسط

10 يوليو 2021

أجرى معالي السيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي وزير الخارجية حواراً مع صحيفة الشرق الأوسط نشرته في عددها الصادر اليوم السبت 10 يوليو 2021، فيما يلي نصه:

التنسيق المشترك:

(*) تشهد العلاقات السعودية – العُمانية تنسيقاً مضطرداً، كيف تصفون هذا التنسيق في الفترة الراهنة، وخاصة مع ارتفاع وتيرته خلال الشهور الماضية؟

ج) التنسيق والتشاور مطلوب على الدوام وواجب على وجه الخصوص بين الأشقاء والدول المتجاورة أو المنتمية إلى اقليم واحد كما هو الحال بين السلطنة والمملكة العربية السعودية اللذين يشتركان في الكثير من الاهتمامات والمصالح.

(*) إلتقيتم خلال العام الجاري عدة مرات وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله.. كان من بينها ثلاث لقاءات خلال الشهرين الماضيين.. على ماذا يدل زيادة التنسيق الدبلوماسي بين البلدين؟

ج) جاء ذلك الحِراك الدبلوماسي والتنسيق بيننا في الأسابيع الماضية بشكل أساسي استعدادا وتحضيرا للقاء القمة بين خادم الحرمين الشريفين وجلالة السلطان حفظهما الله.

(*) ماهي أبرز القضايا السياسية التي تنسق فيها سلطنة عمان مع المملكة في ايجاد حلول مشتركة للقضايا الاقليمية؟

ج) هناك قضايا عديدة ولكن ردا على سؤالك سوف أخص بالذكر القضية اليمنية التي هي محل اهتمام كبير سواء على الصعيد اليمني ذاته أو على المستوى الاقليمي والساحة الدولية. نحن نعمل بصورة دؤوبة ومستمرة لوقف معاناة الشعب اليمني الشقيق ووقف الحرب الدائرة والمساعدة قدر الامكان لتحقيق السلام والاستقرار لهذا البلد الذي يجمعنا معه الجوار والدين واللغة والعديد من الوشائج والصلات الثقافية والاجتماعية.

(*) شهدت قمة العلا التي عقدت في السعودية يناير/ كانون الثاني الماضي مصالحة خليجية، ما هو الدور العماني في ارساء المصالحة ودعم العمل الخليجي المشترك ومتابعة نتائج هذه القمة؟

ج) الدور العماني تركز منذ البداية في دعم ومؤازرة الوساطة الكويتية التي قادها المغفور له بإذن الله أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الصباح طيب الله ثراه واستكملها من بعده صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الصباح حفظه الله. ونحن نعمل الآن مع اخواننا بقية وزراء خارجية دول مجلس التعاون والامين العام للمجلس على متابعة نتائج قمة السلطان قابوس والشيخ صباح التي انعقدت بالعلا في يناير الماضي لدعم مختلف مسارات التعاون الخليجي حسبما نصت عليه قرارات وتوجيهات قادتنا أبقاهم الله في خدمة أبناء دول المجلس ومستقبلهم.

(*) كيف تقيم السلطنة أهمية توطيد التعاون الخليجي المشترك خاصة في المجالات الاقتصادية، حيث تعاني الدول مشتركة من الاثار الاقتصادية لتراجع اسعار النفط وجائحة كورونا؟ 

ج) نعم لا يخفى على الجميع حجم الآثار الاقتصادية لجائحة كورونا وتراجع أسعار النفط. وهذا ما يحتم علينا العمل في هذه المرحلة بصورة اكبر واكثر تركيزا مما مضى في إطار المنظومة الخليجية الواحدة والتعاضد للتصدي لهذه الازمة. العملية ليست سهلة أبدًا.. وربما يتطلب منا جميعا اجراء مراجعة وتحديث لبعض الآليات والسياسات والأولويات. فرب ضارة نافعة ونحن على ثقة من قدرة حكومات وشعوب دولنا في تجاوز هذه الصعوبات والتحديات والخروج منها أكثر قوة وصلابة وأكثر إصرارا وعزيمة على النجاح.

(*) قبل أيام قليلة عقد اجتماع اقتصادياً بين مسؤولين سعوديين وعمانيين لمناقشة فرص تعزيز التعاون بين البلدين في قطاعي الصناعة والتعدين، كنتم أكدتم خلال لقائكم وزير الخارجية السعودي على توجه البلدين لفتح آفاق جديدة تدعم فرص التجارة والاستثمار والسياحة والتعاون في قطاعات الطاقة والتكنولوجيا والنقل والأمن السيبراني والصحة والثروة الزراعية والسمكية والبيئة وغيرها.. كيف ترون آفاق التعاون المشترك بين البلدين؟

ج) آفاق التعاون كبيرة وتبشر بالعديد من فرص الشراكة والاستثمار الجاد والمجدي في عدد من المجالات التي ذكرتموها إن لم تكن جميعها. اعتقد ان المجال اللوجستي سيعد من أهم مجالات التعاون والشراكة خاصة في ضوء الافتتاح التاريخي المرتقب لأول منفذ حدودي بري مباشر بين البلدين وما قد يتبع ذلك من مشاريع لوجستية وبنى أساسية تكاملية واعدة. أتوقع أن تشهد الفترة القادمة بإذن الله حراك مهم على الصعيد الرسمي والقطاع الخاص يستفيد من رؤية المملكة 2030 ورؤية عُمان 2040 ويحقق المنافع من مجالات التلاقي والتكامل بينهما وكذلك الاستفادة من مزايا موقع البلدين الجغرافي المتجاور والاسواق البينية بين البلدين وشبكة علاقاتهما الواسعة اقليميا وعالميا.

(*) تكشفت أنباء عن قيام البلدين بإطلاق مجلس تنسيق اعلى سعودي –عماني، ماهي ملامح هذا المجلس، وماذا يضيف للتعاون المشترك بين البلدين؟

ج) نعم من الطبيعي جدا أن يكون هناك مجلس تنسيقي على غرار ما هو قائم بين المملكة ودول مجلس التعاون وهذا في حد ذاته سيوفر المظلة والمرجعية التي تؤطر المرحلة المقبلة من التعاون بيننا والتي من المتوقع أن تشمل ايضا التوقيع على العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في كافة المجالات الداعمة للمصالح والمنافع المشتركة.

الاستقرار الإقليمي:

(*) تؤكد السلطنة أنها تعمل على ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، ماهي أبرز الخطوات التي تقومون بها في حل الأزمة اليمنية؟

ج) أبرز الخطوات في سبيل حل الأزمة تتمثل في الدعم اللامحدود للجهود المبذولة في هذا الشأن سواء في إطار جهود الأمم المتحدة عبر مبعوث الامين العام لليمن وتنسيقنا الدائم معه ومع المبعوث الامريكي كذلك أو على صعيد مؤازرتنا لجهود ومبادرة المملكة العربية السعودية واتفاق الرياض. هدفنا المشترك هو انهاء هذا الصراع على أرضية يسودها احترام هواجس جميع الأطراف ومساعدتهم على التوصل إلى تفاهمات توفيقية تؤمن لليمن ولليمنيين الاستقرار المنشود والتعايش الآمن للجميع وبين اليمن ودول الجوار.

(*) تحدثت الأنباء عن مبادرة عمانية لحل الأزمة اليمنية، على ماذا ترتكز هذه المبادرة، خاصة مع قيام وفد عماني بزيارة إلى صنعاء الشهر الماضي؟

ج) لا توجد مبادرة عمانية وانما مساعي عمانية للتوفيق بين جميع الاطراف.

(*) ما هي الخطوات التي اتخذتها السلطنة لحث الأطراف المتنازعة في اليمن للجلوس على طاولة المفاوضات وتسوية الأزمة هناك؟

ج) نعتقد ان جميع الاطراف تريد تسوية الازمة وتريد السلام. نحن نعمل على المساعدة في تحقيق ذلك من خلال محاولة تقريب وجهات النظر وتسوية جميع أوجه الخلاف بينهما.

(*) استقبلت مسقط في ابريل (نيسان) الماضي، وزير الخارجية الايراني، الذي التقى هناك مسؤولين حوثيين.. كيف تصفون الدور الايراني في الأزمة اليمنية؟

ج) نعتقد أن الدور الايراني مساند لجهود تحقيق السلام والاستقرار الذي ننشده.

(*) مع تغير الإدارة الأميركية، ووصول رئيس جديد لإيران، وقرب العودة للإتفاق النووي.. هل تتوقعون تغييراً في السلوك الايراني تجاه دول المنطقة؟

ج) كل سلوك قابل للتغيير والتطور إذا ما توفرت القناعات والارادة السياسية لذلك بصورة جماعية ومتبادلة وعبر الحوار والتفاهم. ونحن نشعر بأن هذه القناعات وهذه الارادة تتنامى الآن لمصلحة الأمن والاستقرار الاقليمي.

(*) هل تقود السلطنة جهوداً لحوار اقليمي مع طهران..؟

ج)  لا.. لا نقود أي جهد من هذا القبيل. أي حوار اقليمي يجب أن ينبع من دول المنطقة ذاتها. ونحن ندعم ذلك ونشجع عليه لصالح ومصالح دولنا الجماعية.

العلاقات العربية:

(*) على الصعيد العربي، كان جلالة السلطان اول زعيم خليجي يهنئ الرئيس السوري بشار الأسد بعد اعادة انتخابه، وفي شهر مارس (آذار) الماضي، استقبلتم وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، حيث كانت السلطنة أول دولة عربية يزورها.. هل يمكن لمسقط أن تقوم بدور محوري لعودة العلاقات السورية مع دول الخليج، ولعودة دمشق لجامعة الدول العربية..؟

ج) نحن ندعم عودة سوريا الى الجامعة العربية وندعو إلى استئناف العلاقات الأخوية وتنقية الأجواء العربية العربية في كل الأوقات والظروف.

(*) قبل ايام تلقيتم اتصالاً من وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد يائير لابيد، قالت الخارجية العمانية انكم أكدتم خلال الاتصال على ثوابت سياسة السلام العمانية وأهمها «إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية»، على الصعيد الآخر، رحبتم باتفاقيات السلام الابراهيمية؛ هل ستخطو عمان نحو تطبيع علاقاتها مع اسرائيل كثالث دولة خليجية؟

ج) عمان تؤمن بمبدأ تحقيق السلام العادل والشامل والدائم على أساس حل الدولتين وهذا الخيار الوحيد الذي تؤكد عليه مبادرة السلام العربية والشرعية الدولية. ولن نكون ثالث دولة خليجية كما ذكرت ولكننا مع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ونحترم القرارات السيادية للدول مثلما نتوقع احترام الغير لقراراتنا السيادية.