GCC-Russia-Dialogue-meeting

الكلمة الافتتاحية لمعالي السيد الوزير أمام الاجتماع الوزاري المشترك للحوار الاستراتيجي الخليجي الروسي

10 يوليو 2023

ألقى معالي السيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي وزير الخارجية كلمة أمام الاجتماع الوزاري المشترك للحوار الاستراتيجي الخليجي الروسي فيما يلي نصها:

معالي سيرغي لافروف، وزير خارجية روسيا الاتحادية،

أصحاب السمو والمعالي والسعادة وزراء الخارجية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية،

معالي الأمين العام لمجلس التعاون، الحضور الكرام،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

نود في البداية أن نشكر معالي الوزير لافروف على كلمته الافتتاحية والترحيبية الثرية والإعراب عن سعادتنا بالحضور والحضور في موسكو هذا اليوم، ويخالجنا الأمل بأن يساهم هذا الاجتماع الوزاري المشترك للحوار الاستراتيجي بين دول مجلس التعاون وروسيا الاتحادية، في تعميق التفاهم بيننا حول العديد من الاهتمامات المشتركة وفي تعزيز علاقات التعاون بيننا في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية وقضايا المناخ والطاقة المتجددة وغيرها من المجالات ذات الاهتمام المشترك.

إن دول مجلس التعاون تقدر عاليا مواقف وجهود الحكومة الروسية إزاء القضية الفلسطينية، ونحن بدورنا نود في هذا المقام التأكيد على مركزية هذه القضية والضرورة الاستراتيجية لحلها وإنهاء واحدة من أهم أسباب عدم الاستقرار في المنطقة.

Syed-Badr-in-Moscow

 إننا ندين الممارسات والانتهاكات الإسرائيلية التي تستهدف الفلسطينين في أرواحهم وممتلكاتهم ووجودهم على أرضهم، ونؤكد على أهمية تكثيف الجهود للتوصل إلى تسوية شاملة وعادلة لهذه القضية، وإيجاد أفق حقيقي وفعال للتوصل إلى السلام العادل والشامل، على أساس حل الدولتين ووفقاً لقواعد الشرعية الدولية ومرجعياتها المتمثلة في القانون الدولي وفي قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، بما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفقا بحدود عام 1967م كما نصت على ذلك قرارات الشرعية الدولية.

كما أننا نتابع باهتمام تطورات الأوضاع والأحداث الجارية في جمهورية السودان الشقيقة، ونعرب عن بالغ قلقنا من تداعيات الأزمة إنسانيا وأمنيًا.

ونؤكد على ضرورة التهدئة وتغليب لغة الحوار وتوحيد الصف ورفع المعاناة عن الشعب السوداني، والمحافظة على مؤسسات الدولة، والحيلولة دون أي تدخل خارجي في الشأن السوداني يؤجج الصراع ويهدد السلم والأمن الإقليميين.

ونود هنا أن نجدد التأكيد على ضرورة تحقيق أمن واستقرار الجمهورية اليمنية، ودعم الجهود الأممية والإقليمية الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي يمني شامل للأزمة، بمشاركة جميع الأطراف اليمنية. وفي هذا السياق فإن مجلس التعاون لدول الخليج العربية يجدد دعمه لمجلس القيادة الرئاسي في اليمن ولتطلعات الشعب اليمني الشقيق في إحلال السلام والمصالحة بين كافة ربوع البلاد تحقيقا للأمن والاستقرار الكفيلين بإطلاق عملية اعادة الاعمار والتنمية.

ان للصراع المتصل بأوكرانيا تداعيات على الأمن والسلم الدوليين. إننا نؤمن بأهمية التوجه نحو حل سلمي لهذا الصراع، ونؤكد على أهمية تحكيم لغة الحوار ومعايير القانون الدولي وحل النزاع بين جميع الأطراف بالوسائل السلمية وعلى أساس احترام مبادئ حسن الجوار وسيادة الدول واستقلالها.

كما أننا في مجلس التعاون لدول الخليج العربية ملتزمون بدعم كافة الجهود الرامية إلى تحقيق المصالحة والسلام، بل توسيع جميع الجسور الدبلوماسية وتعزيز التواصل والحوار بين الأطراف المعنية، حتى يتحقق السلام ويعم الأمن والاستقرار والرخاء، تلبية لآمال وطموحات الشعبين وسائر الشعوب في المنطقة.

 

أصحاب السمو والمعالي والسعادة، الحضور الكرام

نلتقي في وقت تتزايد فيه التحديات العالمية المتعلقة بتغير المناخ والصراعات المسلحة وعدم الاستقرار السياسي. ومع ذلك، فإنّ هناك العديد من الفرص والتطورات الإيجابية التي يجب ألا نغفلها وأن نعمل على تنميتها ودعمها.

فمن الأمثلة الإيجابية الجيدة على ذلك هو ما تشهده منطقتنا في الخليج، التي استضافت بنجاح اكسبو دبي وكأس العالم في قطر وسباقات الفورملا في المملكة العربية السعودية وغيرها من الفعاليات العالمية المهمة. كما تستعد دولة الإمارات العربية المتحدة لاستضافة مؤتمر كوب ٢٨ في دبي في شهر نوفمبر القادم، وكذلك تستعد دولة قطر لاستضافة كأس آسيا في يناير 2024.

إن كل هذه الفعاليات إنما تعكس انفتاح دول مجلس التعاون على الشراكة والتعاون مع العالم، وتبرهن على جاذبية منطقتنا الآمنة المستقرة للاستثمار والسياحة وممارسة الأعمال التجارية والترفيهية، والرياضية، والثقافية، وغيرها.

Syed-Badr-in-Moscow

وكما تعلمون – أصحاب السمو والمعالي والسعادة- شهدت منطقتنا أيضا تطورات أخرى مهمة، تمثلت في استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية.

إن إيران هي من الدول المجاورة لجميع دول مجلس التعاون، وقد تعايشنا وعملنا جنبًا إلى جنب مع الشعب الإيراني عبر الحقب التاريخية المتعاقبة.

نعم، قد تعيق الاختلافات السياسية القصيرة المدى قدرتنا على العمل معًا، ولكن كما أظهر الاتفاق الأخير، بإمكاننا تجاوز العوائق واستعادة المسار الذي يساعد على ترسيخ قواعد الأمن والاستقرار والتعايش السلمي الدائم.

إننا نأمل أن تعزز مثل هذه التطورات الإيجابية من قدراتنا على مواصلة بناء أسس التعاون الإقليمي الشامل التي تستند إلى الثقة المتبادلة والمصالح المشتركة.

نحن ندرك أن لروسيا مصالح حيوية مع منطقتنا، وفي تطوير واستخدام المرافق اللوجستية التي تعزز من التواصل التجاري والاقتصادي معنا وعبرنا، وصولا إلى آسيا وأفريقيا. وإذ نتشارك مع روسيا الاتحادية في ذلك، فإننا نأمل أن تؤدي هذه المصالح والشراكة إلى بناء مستقبل أكثر ازدهارا وأمنا واستقرارا.

إنّ التطورات السياسية والاقتصادية في منطقة الخليج ترتكز على احترامنا الثابت لسيادة الدول وسيادة القانون، مع تبني قيم حسن الجوار والحوار الإيجابي البناء والانفتاح على الشراكة والكسب المشترك، وجميع تلك المرتكزات هي بلاشك من العوامل الرئيسية والضرورية لمواصلة النمو الاقتصادي والازدهار للجميع.

أصحاب السمو والمعالي والسعادة

في الختام لا يفوتني أن أتقدم بالشكر الجزيل إلى وزارة الخارجية الروسية وإلى الأمانة العامة لمجلس التعاون على جهودهما للتحضير الجيد لهذا الاجتماع، والإعراب عن فائق الشكر والتقدير لروسيا الإتحادية الصديقة على حفاوة الاستقبال والضيافة، وأرجو لهذا الإجتماع التوفيق والنجاح بما يحقق سعادة ورفاهة الشعوب في عالم اليوم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،