Ambassador-Alrahbi-speech-to-COP27

كلمة سلطنة عُمان أمام مؤتمر الأطراف الـ 27 لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ بمدينة شرم الشيخ

Published On: 17 نوفمبر 2022

أكدت سلطنة عُمان أمام مؤتمر الأطراف الـ 27 لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ بمدينة شرم الشيخ التزامَها بدعم الجهود الدولية لخفض الانبعاثات الكربونية والحد من الآثار السلبية للتغيرات المناخية، وتنفيذ خطة لتحول الطاقة وإزالة الكربون باستثمارات تزيد على 190 مليار دولار بحلول عام 2050 ، جاء ذلك في كلمة لسعادة عبد الله بن ناصر الرحبي سفير سلطنة عُمان بجمهورية مصر العربية ومندوبها الدائم في جامعة الدول العربية والتي أتت كما يلي في النص أدناه:

ــــــــــ

بسم الله الرحمن الرحيم

معالي …رئيس مؤتمر الأطراف السابع والعشرين… أصحاب المعالي والسعادة.. الحضور الكرام… السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أتشرف أن أقف في هذا المحفل العالمي لإلقاء كلمة سلطنة عمان ، وأستهل حديثي بنقل تحيات حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق (حفظه الله ورعاه) مؤكداً التزام سلطنة عمان ودورها الريادي في دعم الجهود الدولية لخفض الانبعاثات الكربونية والحد من الآثار السلبية للتغيرات المناخية .

الحضور الكرام … يسرني أن أستهل الكلمة بمشاركتكم نبأ إعلان سلطنة عمان في شهر اكتوبر الماضي تحديدعام 2050 هدفًا لتحقيق الحياد الصفري لانبعاثات الغازات الدفيئة في مجمل القطاعات التنموية، ومباشرتها بعقد سلسلة من ورش العمل التفصيلية واللقاءات بين أصحاب المصلحة على المستوى الوطني سعياً لإعداد خارطة طريق تتضمن مشاريع محددة لخفض الانبعاثات على مستوى كل القطاعات.

ولم تقتصر الجهود في مجال التخفيف على هذا الاعلان فحسب ، بل قامت سلطنة عمان بتنفيذ العديد من المشاريع لخفض الانبعاثات الكربونية من مختلف القطاعات لاسيما تنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة ومشاريع كفاءة الطاقة ومشاريع الحد من عمليات حرق الغاز وخفض إنبعاثات غاز الميثان باستخدام تقنيات رصد متطورة كالأقمار الصناعية والكاميرات الحرارية. وهناك العديد من المشاريع المزمع تنفيذها في مختلف القطاعات على مدى الأعوام العشرة القادمة لخفض الانبعاثات والحد من نموها .

الحضور الكرام…. تعكف سلطنة عمان على تطوير وتنفيذ خطة طموحة لتحول الطاقة وإزالة الكربون تزيد حجم استثماراتها على 190 مليار دولار بحلول عام 2050، حيث ترتكز الخطة على تنفيذ مشاريع كبيرة في مجال الهيدروجين بطموحات انتاج تربو على مليون طن بحلول عام 2030 ، ومن المؤمّل أن تصل الى اكثر من 8 مليون طن من الهيدروجين بحلول عام 2050. كما تشمل هذه الخطة انتاج ما يربو على 16 جيجا وات من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030 ومن المؤمّل أن تصل الى اكثر من 180 جيجا وات بحلول عام 2050. علاوةً على ذلك، تشمل خطة التحول وإزالة الكربون تنفيذ مشاريع احتجاز ونقل واستخدام أو تخزين الكربون إضافةً الى تعزيز كفاءة الطاقة في مختلف القطاعات.

وفي المقابل ، توشك سلطنة عمان على الإنتهاء من إعداد سياسة وطنية لتحول الطاقة تركز على وضع الاطار العام والسياسات والضوابط المتعلقة لتيسير وتسريع التحول في قطاعات الهيدروجين والطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة واحتجاز ونقل واستخدام او تخزين الكربون .

الحضور الكرام…. تولي سلطنة عمان جوانب التكيف مع آثار التغيرات المناخية أهميةً خاصة نظرًا لازدياد عدد وحِدّة آثار هذه التغيرات على بلدنا مثل الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة خلال أشهر الصيف وزيادة حِدّة الأعاصير والحالات الجوية متسببة في الكثير من الخسائر والأضرار المادية والبشرية والتي تربو على مليارات الدولارات كل عام. وللحد من الأضرار الفادحة التي لحقت بالبِنى الأساسية بسبب هذه التغيرات ، بادرت سلطنة عمان بضخ مليارات الدولارات لإنشاء نظم حديثة للإنذار المبكر وبناء منظومة متكاملة من سدود التخزين والحماية وتحسين التخطيط العمراني ومرافق التصريف وتعزيز البنية التحتية كالشوارع وتمديدات المياه والكهرباء والاتصالات بهدف تعزيز الاستجابة لمخاطر الأنواء المناخية والحد من الأضرار المترتبة عليها .

وإيماناً بالدور الكبير الذي يمكن أن تلعبه الحلول المعتمدة على الطبيعة في خفض الانبعاثات وتحسين جهود التكيف ، بادرت سلطنة عمان في تطوير منظومة المحميات الطبيعية البريةِ والرطبةِ والبحريةِ منها، لتصل الى حوالي 25 محمية، تنتشر فيها مختلف أنواع الحياة الفطرية الى جانب انشاء العديد من مراكز الإكثار لمفردات الحياة الفطرية المهددة بالانقراض. وفي السياق ذاته، تم إطلاق الحملة الوطنية لاستزراع ملايين الأشجار البرية وأشجار المانجروف والشعاب المرجانية في مختلف أرجاء البلد إلى جانب تشجيع مختلف فئات المجتمع في زراعة الأشجار في مختلف البيئات والتجمعات الحضرية.

وانطلاقًا من أهمية التعاون والشراكة الإقليمية والدولية للمساهمة في معالجة مجمل قضايا تغير المناخ، فان سلطنة عمان تسعى الى دعم الجهود الإقليمية بكافة السبل حيث قام جهاز الاستثمار العماني خلال هذاالمؤتمر بتوقيع مذكرة تفاهم مع شركة أكوا باور السعودية لبحث فرص الاستثمار المشترك في مشروع طاقة الرياح المتجددة بسعة (1.1Gw) بجمهورية مصر العربية الشقيقة، وترحب عمان بكافة أشكال التعاون والشراكة على مختلف الأصعدة لاسيما التعاون في تعزيز جوانب تحول الطاقة وتوفير الطاقة النظيفة والمنتجات منخفضة الكربون الى جانب التعاون في مجالات شهادات الكربون والحلول الطبيعية لامتصاص الكربون وتطوير أنظمة الرصد والإنذار المبكر من المخاطر الطبيعية.

و ختاماً لا يسعني إلا أن أتوجه بالشكر الجزيل للحكومة المصرية الشقيقة على رأسها فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي على حسن الإستقبال و لتنظيم و لا ننسى جهود سكرتارية المؤتمر و جهود المترجمين الذين سهلوا عملية التواصل. متمنياً خروج القمة بقرارات هامة لتسريع جهود التخفيف والتكيف مع التغيرات المناخية.

ـــــ