معالي السيد وزير الخارجية يجري لقاء تلفزيونيا مع قناة سلطنة عُمان
أجرى معالي السيد وزير الخارجية لقاءً تلفزيونيا في برنامج خاص بمناسبة العيد الوطني الحادي والخمسين المجيد للنهضة المباركة أجرته الإعلامية المها العادية والذي بُثّ عبر قناة تلفزيون سلطنة عُمان من قصر العلم العامر فيما يلي نصه:
المذيعة: تمكنت السياسية الخارجية خلال خمسين عاما من أن ترفرف بالمجد العماني بين سموات العالم قاطبة، أسس وثوابت عمانية وضعتها السلطنة في علاقاتها مع المجتمع الدولي الأمر الذي أكسبها الاحترام والثقة والتسامح مدرسة الحكمة ومنهاج السلام ، وللحديث حول هذا الشأن يسرني بأسمي واسمكم أن أرحب بمعالي السيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي وزير الخارجية الموقر أهلا ومرحبا بك وشرفتنا.
معالي السيد وزير الخارجية: شكرا جزيلا على هذه الاستضافة الكريمة، وأسمحيلي أولا أن أغتنم الفرصة بأن أرفع أسمى وأخلص عبارات التهاني للمقام السامي لمولاي حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله ورعاه بهذه المناسبة وايضا بأسم جميع زملائي بوزارة الخارجية وسفراء جلالة السلطان في الخارج وبعثات سلطنة عُمان في الخارج من دبلوماسيين وموظفين وفنيين في كل موقع من مواقع هذه الأرض
س: الثامن عشر من نوفمبر، مناسبة خالدة، وذكرى سعيدة، ما الذي يمثله هذا اليوم من دلالات لتواصل المسيرة الخيرة؟
ج: هنيئا لنا جميعا بهذا اليوم المجيد، هذا اليوم الذي تتجدد فيه الهمم وترتقي فيه النفوس وعبارات التفاني والإخلاص والولاء في حب عمان وفي حب جلالة السلطان وله دلالات بلا شك عظيمة يوم الثامن عشر من نوفمبر ، دلالات حضارية، تاريخية وأيضا دلالات تجعلنا نقف وقفة ولاء وإخلاص لما تحقق من منجزات عظيمة على أرض هذه البلاد الطيبة ونجدد فيه العزيمة والعزائم للبناء على هذه الإنجازات وبناء إنجازات جديدة في المستقبل أن شاء الله ، وعُمان تزدهر من جيل إلى جيل، ومن حقبة زمنية إلى اخرى وهذا اليوم الذي نتلاحم فيه ونجدد هذا التلاحم والولاء لهذه الأرض الطيبة.
س: تفتخر سلطنة عمان بما حققته من نهضة شاملة خلال العقود الخمسة الماضية، كيف ترون رسوخ مؤسسات الدولة العصرية اليوم؟
ج: المؤسسات راسخة أبنائها، أبناء هذه الأرض الذين اثبتوا دائما، عن جدارتهم وعن قدراتهم وعن اصالتهم نحو تحقيق وبناء هذه المؤسسات التي حافظت على أركان الدولة وتحافظ على هذه الاركان ونمضي في بناءها وتمكينها بكل ما أوتينا من إمكانيات وقدرات، ونحن نمضي أن شاء الله ، للمستقبل بكل ثقة وإقتدار .
س: يتزامن العيد الوطني الحادي والخمسون للنهضة، مع الذكرى الخمسين لانضمام سلطنة عمان للأمم المتحدة، ما أهمية ذلك اليوم في تاريخ عمان الحديث؟
ج: ذلك اليوم أهميته تمكن بأنه كان اليوم الذي وضعت فيه عمان ثوبها الجديد ومكانتها الجديدة في عصر النهضة، على خارطة العالم بكل ما تحمله من تراث عريق وتاريخ وأصالة، امتدت إلى الالاف السنين في الماضي فهو اليوم الذي فتحته لها أبواب أكبر منبر وهو باب الأسرة الدولية في الأمم المتحدة وأصبحت عضو بكل ما تعنيه هذه الكلمة من مقومات لتسهم بدورها في مسار الأسرة الدولية والعمل الدولي السياسي كان أو الاقتصادي والثقافي والتواصل بين هذه الحضارات عبر الأمم المتحدة بنيويورك.
س: نالت سلطنة عمان احترام وتقدير المجتمع الدولي لانتهاجها سياسة خارجية متوازنة، كيف تأكدت ثوابت هذه السياسة في العهد السعيد لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – ؟
ج: هنالك استمرارية للسياسة الخارجية كما تفضل مولانا وأعلن ذلك في خطاباته وتوجيهاته أعلن استمرارية السياسة التي نستطيع أن نصفها بأنها سياسة السلام والوئام والتواصل الحضاري ومد يد الصداقة والتعاون مع جميع الدول وجميع المنظمات سواء في هذه المنطقة من العالم أو على المسرح العالمي.
س: تمر المنطقة بحالة من عدم الاستقرار، سواء فيما يتعلق بالشأن الداخلي لبعض الدول أو العلاقات بين دول المنطقة، كيف ترون معاليكم مستقبل الأوضاع الإقليمية؟
ج: نحن بطبعنا متفائلين من المستقبل، لطالما وجدت الحياة وجدت التحديات، ولكن بقدر هذه التحديات هنالك فرص كثيرة وتوجهنا دائما في كيفية العمل دائما على بلورة هذه الفرص وتحويلها، إلى نتائج إيجابية تعود بالمنفعة وتعود بالخير على جميع الأطراف فبالتالي حتى في خضم الخلافات التي تدور بين الحين والاخر هنالك دائما فرصة لتقريب وجهات النظر وسد ثغرات هذه الخلافات والبناء على الجانب الإيجابي وترك الامور السلبية لتأخذ مجراها إلى الحل مع مرور الوقت.
س: ما الأدوار التي تمارسها سلطنة عمان في مساعي حل الأزمات في هذه المرحلة؟
ج: دور كبير ودور داعم لحل المشاكل، دور دائما يسعى إلى التوفيق بين الأطراف، إلى التقريب في وجهات النظر، إلى المحاولة قدر الامكان لإيجاد المخارج لهذه القضايا والخلافات والوصول إلى الحلول التوافقية بين جميع الأطراف حتى نستطيع أن نتقدم وأن نتعاون فيما يخدم مصالحنا المشتركة، سواء كان في إطار الاقليم الواحد أو الإطار العالمي.
س: وقعت سلطنة عمان مجموعة من الاتفاقيات مع دول متعددة للإعفاء المتبادل من التأشيرات، ما الذي تحقق في هذا الجانب في العام 2021م؟
ج: تحقق الكثير وهذه عملية مستمرة ومتواصلة، توصلنا للعديد من الاتفاقيات تتجاوز 30 اتفاقية، وهذا العام فقط حققنا سبعة منها، هذه الاتفاقيات تساعد على تسهيل وتيسير سفر بين المسؤولين مع الدول التي تجمعنا بها صداقة وتعزون وهي جزء من منظومة شاملة للترويج لما تزخر به السلطنة من فرص ومزايا تسهل على الناس لكي يتعرفوا عليها كما يساعدوا في جذب الاستثمارات والسياحة إلى سلطنة عمان والعكس صحيح حيث يسهل على المواطن العماني السفر بحرية وبدون عوائق، مثل عائق التأشيرات ومثلها من الامور .
س: تقوم وزارة الخارجية بأدوار مهمة في جذب الاستثمار الأجنبي، ما النتائج المتحققة في هذا الشأن؟
ج: كثير من الامور والحمدلله حيث المتابع يستطيع أن يعلم بأن هنالك عمل كبير يبذل على مختلف المستويات ، ليس فقط في الاطار الحكومي ولكن كذلك على مستوى القطاع الخاص، وعلى المستوى الشعبي نحن دائما نفخر ونتفاخر بالإنسان العماني أينما ذهب بأنه هو سفير لبلاده يعكس ثقافة وخصوصية بلاده، والصداقة والتعاون والوئام فيما بين الدول وبالتالي ، الكثير من القوانين التي تم استحداثها وتطويرها تصب في هذه الاتجاه وهي كيفية الترويج لمكانة عمان، الفرص التي تتيحها والشراكة التي تعرضها مع مختلف المؤسسات الخارجية أو المستثمرين بالخارج، وكذلك السواح في تنقلاتهم وتحركاتهم بين عمان وهذه الدول، لذا هنالك منظومة متكاملة نسعى لتطويرها دائما من مرحلة إلى اخرى، وتواكب في نفس الوقت المستجدات التي تأتي سواء كانت التقنية أو العلوم المتجددة وإبداعات الشباب في الابتكار وتحويل هذا الابداع لمادة يتم تسويقها من عمان لمختلف بلدان العالم.
وزارة الخارجية ليست بمفردها في هذا العمل وأنما شريكة أساسية مع مختلف الوزارات والمؤسسات في عمان في ترويج الفرص الاستثمارية ، في ترويج الطبيعة العمانية من حيث التي توفره في قطاع السياحة، وكذلك القطاعات التي تحتويها رؤية ٢٠٤٠ وأولويات تلك الرؤية ومحاورها، التي نعمل على جذب المزيد من الاهتمام والاستثمار فيها من خلال الاستثمار من داخل المنطقة وخارجها، ايضا هنالك دور لوزارة الخارجية في البحث عن فرص عمان في الخارج لكون العالم أصبح مترابط في المصالح، فبقدر أننا نود في جذب الاستثمارات إلى عمان وفرص العمل والتشغيل ايضا نبحث عن فرص للعمانيين ولعمان في الدول الشقيقة والصديقة.
سؤال: من خلال العمل القائم للعام الثاني من الخطة الخمسية العاشرة، كيف ترون هذا العمل القائم وأيضا ماهي قراءتكم للعمل الراهن؟
ج: قراءة إيجابية لا شك، التحديات موجودة ولكن كل تحدي هنالك فرصة ومجال لتجاوز ذلك التحدي ، حيث نحن في مرحلة عالمية كبيرة حبلى بالتحديات حيث يكفي على سبيل المثال جائحة كورونا وما فرضته، من تحديات كبيرة على الحركة والتجارة، وخطوط الامداد والصناعة والاقتصاد بشكل عام، ولكن يجب علينا أن نتكاتف كما هو نحن في عمان حيث أننا حريصين على التعاون والتكاتف والتعاضد في مواجهة هذه التحديات وتجاوزها والعبور للمستقبل ، بصورة أقوى وثقة أكبر وهذا مرده ثقافتنا التاريخية والوطنية، التي تدعوا دائما إلى التفاؤل والعمل، وإلى الإبداع والإنجاز .
س: ختاما لهذا الحديث معاليك ماهي الكلمة التي تودون قولها وعُمان تحتفل بالعيد الوطني الحادي والخمسين؟
ج: الله يحفظ عمان وأن يحفظ جلالة السلطان وأن يسدد خطاه الخير ومزيد من الخير والإنجاز لهذا الوطن الغالي، وهنيئا للعمانيين لنا جميعا بهذا اليوم وعسى أن تكون دائما أيامنا تتعاظم بالمنجز والإبداع، كلنا ثقة في قدرة الإنسان العماني كما عودنا على مر التاريخ، أن يبدع وأن يعطي ويكافح ويعمل في سبيل رفعة شأن هذا البلد العظيم.
لمشاهدة اللقاء التلفزيوني من فضلك أضغط هُنا: https://www.youtube.com/watch?v=xukpHMRbQCI