كلمة معالي السيد وزير الخارجية في الاجتماع الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي
كلمة معالي السيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي الموقر وزير الخارجية، في الاجتماع الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي
جدة، 7 مارس 2025م.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين، القائل في كتابه العزيز: واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا..
والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الأمين، وعلى آله وصحبه الميامين.
معالي الدكتور محمد مصطفى رئيس وزراء ووزير خارجية دولة فلسطين.
معالي لوجن مبيلا مبيلا، وزير العلاقات الخارجية في جمهورية الكاميرون – رئيس الدورة الحالية،
معالي مامادو تانغارا وزير خارجية جمهورية غامبيا رئيسة القمة الإسلامية الخامسة عشر ،
سمو الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، وزير خارجية المملكة العربية السعودية،
معالي حسين إبراهيم طه، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي،
أصحاب المعالي والسعادة
الحضور الكريم،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
ها نحن نجتمع اليوم في رحاب هذه اللحظات الطيبات من هذا الشهر الفضيل، شهر رمضان المبارك ونفحاته الطيّبة المبشرة بالأجر وحسن الثواب والنصر والتأييد لكل عمل هدفه الخير والصلاح للأمة جمعاء.
أصحاب السمو والمعالي والسعادة،
الحضور الكريم
إن المرحلة الراهنة التي نمرّ بها، وما تحمله من تحديات كبيرة غير مسبوقة، تدعونا جميعا إلى قوّة التكاتف والتعاضد، وتكثيف الجهود الدبلوماسية والتشاور والتنسيق لجعل تحركاتِنا ومواقفَنا أكثرَ قدرةً وصلابةً وفاعلية في احتواء الأزمات والتحدّيات والتأثير الإيجابي على مجريات الأمور وتحويل كل محنةٍ إلى منحة، واثقين في عون الله تعالى لنا.
كما تتطلب هذه المرحلة، التحلي بأكبر قدر من الحكمة، المتمثلة في تغليب لغة اللسان والحوار والدبلوماسية، على لغة السنان والتهديد والدماء، حفاظا على مصالحِ واستقرارِ شعوبِنا وأوطانِنا.
أصحاب السمو والمعالي والسعادة،
في ظل ما نشاهده بشكلٍ يوميٍّ في سياق التصعيد الإسرائيلي المستمر ضد الشعب الفلسطيني، وعلى الرغم من الجهود التي أدت إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وتبادل الأسرى، فإننا نود أن نؤكّد من على هذا المنبر دعمَ سلطنةِ عمان لهذه الجهود واستمرارها، وضمانَ بقاء سكان قطاع غزةَ على أرضهم، وتثبيتَ حقيقةِ أن غزةَ ستبقى أرضا عربيّة فلسطينية حرّةً، وجزءا لا يتجزأ من القلب النابض لبقية الأراضي الفلسطينيةِ الشامخةِ بالعزّة والصمود، وفي وجه براثن الاحتلال الإسرائيلي الغاشم والزائل بعون الله تعالى، وبقوة الحق والعدالة الإلهية والقانونية والإنسانيّة.
الحضور الكريم
إن سلطنة عمان تؤكد على ضرورةِ العملِ المتواصل لضمانِ تدفق جميع المواد الإغاثية والإنسانية إلى قطاع عزةَ، وإزالةِ كلِّ العقبات التي تحولُ دونَ تحقيقِ هدنةٍ دائمة، وتحقيقِ الانسحابِ الكامل للقوات الإسرائيلية، وتمكين عودة النازحين إلى مقارّهم ليعيشوا حياتهم بشكلٍ طبيعيّ .
إننا نجدد تأييدنا لمخرجات قمة فلسطين التي انعقدت في القاهرة يوم الثلاثاء الماضي وخطة إعمار غزة التي اعتمدتها، وندعو كافة الدول الإسلاميّة لاعتمادها.
الحضور الكريم
إن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، يظل الأساس القانوني الأقوى، ومنصّة الانطلاق الأسمى لتحقيق سلام عادل ودائم في المنطقة، قوامه التعايشُ السَّلميُّ والمصالحُ المشتركةُ واستدامةُ الأمن والاستقرار للجميع، وحسبما نصت عليه قراراتُ الأمم المتحدة وقراراتُ مجلس الأمن ومبادرةُ السلام العربية.
أصحاب السمو والمعالي والسعادة،
إن سلطنة عُمان ترحّب باستئناف عضوية الجمهورية العربية السورية في منظمة التعاون الإسلامي. كما ترحب بلادي بانعقاد مؤتمر الحوار الوطني السوري، الذي يُعدُّ خطوة هامة نحو تحقيق طموحات الشعب السوري في المصالحة الوطنية الداخلية والأمن والاستقرار، آملين أن تتوصل مختلف مكونات المجتمع السوري إلى صياغة الحل السياسي الأمثل لسوريا وبما يحفظ لها وَحدةَ أراضيها ويضمنُ سيادَتَها وأمنَها.
وفي هذا السياق، اود التأكيد على موقف سلطنة عُمان الثابت والرّاسخ في دعم مساعي رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، ودعم كل الجهود التي تحترم سيادة سوريا واستقلالها، وتعزيز مسار الانتقال السياسي الشامل الذي يلبي تطلعات الشعب السوري الشقيق، وفي مقدمة ذلك إنهاء الاحتلال الاسرائيلي للأراضي السورية.
الحضور الكريم
اسمحوا لي أن أخصَّ بالشكر الجزيل معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، وفريق عمل الأمانة العامة، على الجهود المتميزة في الإعداد والتنظيم لهذا المؤتمر، سائلين المولى جل وعلا أن يتقبل منّا ومنكم الصيام والقيام، في شهر التوبة والغفران، وأن تُكللَ أعمالُنا وحسنُ نوايانا بالتوفيق والسداد، إنه نعم المولى ونعم النصير.
ربّنا عليك توكّلنا وإليك أنَبْْنا وإليك المصير..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.