كلمة جلالة السلطان أثناء مأدبة العشاء الرسميّة التي أقامها جلالة ملك بلجيكا
كلمة حضرة صاحب الجلالة السُلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- خلال مأدبة العشاء الرسمية التي ألقاها جلالة ملك البلجيكيين وقرينته جلالة الملكة على شرف جلالته أعزّهُ اللهُ.
بروكسل 2-4 ديسمبر 2024م
فيما يأتي نصُّها:
جلالة الملك وجلالة الملكة، يسعدُنا أن نزور بلدكم العظيم، وأن نكون معكم هنا في بروكسل الجميلة. نشعرُ بالفخر الكبير والرضا التامّ ونُعرب عن امتناننا الصّادق للحوار البنّاء والعميق، فضلًا عن المشاورات الشاملة والمُثمرة التي حظينا بشرف المشاركة فيها مع جلالتِكم ورئيس الوزراء اليوم.
لقد عكست هذه المُناقشات روح التّعاون والتّفاهم المُتبادل، مما يمهّد الطريق لتحقيق تقدّم ملموس ويلبّي التطلّعات المشتركة. إن العلاقات المتجذّرة بين بلديْنا ليست قويّة فحسب بل هي راسخة، وقد تعزّزت هذه العلاقات وتستمر في الازدهار من خلال الزيارات رفيعة المستوى، أبرزها زيارة جلالتِكم إلى عُمان في شهر فبراير 2022.
كانت هذه الزيارة علامةً فارقةً في علاقاتنا حيثُ شهدت الافتتاح الرسميّ لميناء الدقم والاحتفال بإطلاق مشروع هايبورت الدقم لإنتاج الهيدروجين الأخضر في الميناء الذي يرمز إلى عصر جديد من التعاون والتنمية المستدامة. بشكلٍ أو بآخر، يبدو الأمر كما لو أنّ أسابيع معدودة فقط قد مرّت منذ زيارتكم الأخيرة.
ولكن عندما نتمعّن في كلّ ما تم إنجازه، نشعر بسعادة حقيقيّة لأنّ مثل هذا التقدّم الكبير تم تحقيقه خلال العامين الماضيين فقط. ومنذ ذلك الحين، لم يشهد تعاونُنا السياسيّ والثقافيّ والاقتصاديّ نموًّا فحسب، بل تطوّرَ أيضًا إلى شراكة قويّة تعزّز التفاهم والاحترام المتبادليْن.
لقد أصبحت بلجيكا الآن ثاني أكبر شريك تجاريٍّ لسلطنة عُمان في الاتحاد الأوروبي، وتستمر التجارة الثُّنائية بيننا في التوسّع. ومن خلال الجهود والالتزام بالأهداف المشتركة، قُمنا ببناء علاقة ديناميكيّة تستمرّ في الازدهار والتكيّف مع التحدّيات والفرص التي يشهدها العصر الحالي. إن أوضح دليل على إنجازاتنا يتجلّى في ميناء الدقم والمنطقة الاقتصادية الخاصّة بالدقم اللذين شهدا تحوّلًا جذريًّا منذ الشراكة الأولى مع ميناء أنتويرب في عام 2010.
والواقع أن الدّقم قد ازدهرت منذ ذلك الحين، من حيث الابتكار والبنية الأساسية والاتّصال. وفي المستقبل، نأملُ أن يمكّننا التزامُنا المشترك بالعُرف والمعايير الدولية من التغلب معًا على التحدّيات العالميّة، بدءًا من الأزمات الإنسانيّة إلى تغيّر المناخ وتعزيز القانون الدّولي. جلالة الملك وجلالة الملكة، في النهاية، لا يسعُنا إلّا أن نُعرب عن تقديرنا العميق وتقدير سلطنة عُمان لبلجيكا التي تعتبرها صديقًا عزيزًا.
نشكركُم على حُسن ضيافتكم، وعلى الدّعم الذي قدّمتمُوه لسلطنة عُمان خلال هذه الزيارة ومسيرة الصداقة المزدهرة. ونأملُ أن نحظى قريبًا بشرف التّرحيب بجلالةِ الملك وجلالةِ الملكة مرّة أخرى في مسقط لمواصلة الاحتفال بالتقدّم الذي أحرزتُه شراكتُنا. شكرًا …جلالةَ الملك وجلالةَ الملكة“.