بيان الوفد الدائم لسلطنة عُمان لدى الأمم المتحدة حول حادثة حرق القرآن الكريم
ألقى سعادة السفير إدريس بن عبدالرحمن الخنجري المندوب الدائم لسلطنة عمان لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف بيان الوفد الدائم لسلطنة عُمان لدى الأمم المتحدة في جنيف في إطار الجلسة الطارئة حول الأعمال المرتكبة في الفضاء العام على صلة بكراهية الأديان في سياق حادثة الإعتداء على القرآن الكريم الدورة الـ53 لمجلس حقوق الإنسان فيما يلي نصه:
سعادة الرئيس،
لمـّا كان الإعتداء على المقدسات الروحية والمادية وتدنيسها تصرفاً لا يخدمُ التفاهم والتعايش بين الشعوب والأمم، وأضحت هذه الظاهرة تطال ديناً وأمماً وشعوباً وثقافات بعينها دون غيرها، فقد بات من الضروري وضع حدود وضوابط قانونية وطنية مُلزمة في الدول التي تعتبر حرية التعبير أحد مبادئها الأساسية، وذلك على غرار ما سُنَّ قانوناً وطنياً في العديد من الدول تجريماً لمعاداة السامية. فمن شأن هذا القانون أن يمنع تكرار هذه التصرفات المؤسفة مستقبلاً خدمة للأمن والسلم والوئام وحوار الثقافات.
سعادة الرئيس،
لم تكن حرية التعبير قط حرية مُطلقة، وإلا ما كانت ثمة جرائم القذف والتشهير وما شابهها. حرية التعبير مقيدة في الأغلبية الساحقة من دول العالم، ولها ضوابط أخلاقية في كل المجتمعات. فمن باب إلتزام اللباقة، نتفادى جميعنا الشتم والقذف والتجريح في حياتنا اليومية. فما بالنا عندما يكون مثل هذه التصرفات موجهة إلى ملايين الأشخاص الذين يضعون مقدساتهم على أولى الأولويات ويكنون لها أسمى التبجيل والتقدير والإحترام.
حوار الثقافات الذي تحتفل به الأمم المتحدة وتجل قيمته وضرورته لم يأت من عدم. فالأمين العام الأسبق، كوفي عنان، اعتبر الحوار وحرية التعبير صنوان. فلا يُعقل من ثم أن يختطف فردٌ أو أفرادٌ، مهما كانت دوافعهم البينة والخفية، هذا الحوار والتفاهم والتسامح والعيش المشترك ويرموه في مهب الريح باسم حرية التعبير.
وختاما، تدين سلطنة عمان بأشد العبارات حادثة حرق القرآن الكريم في أول أيام عيد الأضحى المبارك لما ينطوي عليه من إستفزاز وتطاول وتحامل على ملياري مسلم ومسلمة اليوم، آملين أن تتخذ الحكومات المعنية ما ينبغي من قرارات وتضع ما يناسب من قوانين خدمة لأمننا وسلمنا وتقدمنا جميعاً.
وشكراً سعادة الرئيس،